حكايتنا مع أولاد العم في بلاد العم سام-أسئلة و تعليقات 2-الجزء الثاني و الأخير


السؤال كان: هل باع الفلسطنيين أرضهم؟

أرجو أن تدقق في الخريطة أعلاها، أعلم أنك رأيتها مئات المرات، فلتكن مئة مرة و واحد، هذه خريطة فلسطين عام 1946

هذه الخريطة قبل عام النكبة بعام أي بعد تعيين السيد هيربرت صمويل وزير الداخلية البريطاني اليهودي الصهيوني في عام 1920 باسم أول مندوب سامي بريطاني علي فلسطين و قد أصدر جنابه في يوم 20 أكتوبر 1920 السماح ببيع الأراضي لليهود، أي ظلوا يحاولوا لمدة 16 عاما شراء أراضي و لم ينجحوا سوي بمساحات صغيرة تستوعب الأقلية اليهودية  كأي أقلية كانت متواجدة في البلدان العربية حينها.  ففي عام 1948 قبل الحرب كان الفلسطنين يملكون 82% من الأرض!!!

العوامل التي أضاعت فلسطين في نقاط حتي لا أطيل عليكم:

1.خداع إنجلترا للعرب و مخالفة كل وعودها للعرب و عند إنسحابها منهية الانتداب البريطاني في فلسطين عام 1948، كانت كلما انسحبت من منطقة سلمتها للصهاينة.

حقيقة إنجلترا لها تاريخ أسود في فلسطين:

منذ إرسالها لورنس العرب ليتفق مع الشريف حسين للقيام بثورة ضد الأتراك وعدا منها لجعل مناطق غرب الشام ما عدا لبنان له في حين قامت بعمل اتفاقية سايكس يبيكو في عام 1916 ميلادي التي تنص علي جعل فلسطين تحت إشراف دولي في سر و دون علم العرب

و قامت الثورة العربية الكبري في نفس العام و بعد أن دخل الجيش العربي و الإنجليزي الشام، صدر وعد بلفور المشئوم في عام 1917 معلنا التزام بريطانيا تجاه المنظمة الصهيونية العالمية بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين

و أمام الغضب العربي عادت بريطانيا ثانية لللعب فصرحت للقادة العرب في عام 1918 أن الأراضي التي احتلتها و هي فلسطين و جنوب العراق سوف تحكم وفق رغبات السكان  وأصدرت مع فرنسا تصريح الأنجلوفرنس الذي تتعهد فيه بريطانيا و فرنسا للعرب بالحرية و الإستقلال

و تلي ذلك العام عدة ثورات و مؤتمرات عربية و إسلامية عالمية و مخططات جهادية كبري حتي أوقف العرب الجهاد في عام 1936 وركنوا إلي وعود بريطانيا بالخروج و تحقيق العدل بطرق سلمية.

و لكن في عام 1937 أصدرت اللجنة الملكية المعروفة بإسم لجنة بيل توصياتها بتقسيم فلسطين إلي دولتين واحدة يهودية و الثانية عربية تدمج مع الأردن فعادت كتائب القسام للجهاد فأصدرت بريطانيا المحاكم التفتيشية العسكرية و إذا عثر سلاح في أي بيت يدمر البيت و يقتل الشباب الذي فيه و أمام صمود الفلسطنين جلبت بريطانيا قواتها بعنف  و تعاونوا مع اليهود الأرجون بتفجير الأسواق و البيوت الفلسطينية و اعتقلت أكثر من 50 ألف فلسطيني و نسفت 5000 بيت و أمام تعاون الإنجليز مع الصهاينة لم تقم الدول العربية بأي دعم و لا أي مساندة للفلسطنين و مع هذا استمرت الثورة

فقامت بريطانيا بإقتاع مجموعة من الفلسطنيين أن الثورة لا فائدة منها و أنه لا قبل لهم بمواجهة أعظم دولة في العالم و عرضت عليهم السلام قكونت مجموعة “فصائل السلام” التي تدعو للسلام مع بريطانيا والصهاينة

و لكن المجاهدين الفلسطنين لم يقبلوا بهذا فعادت إتجلترا للخداع ثانية و في عام 1939 أعلنت إلغاء مشروع تقسيم فلسطين و إلغاء وعد بلفور و منع اليهود من تملك الأراضي و تحديد الهجرة الصهيونية إلي أن هدأت الثورة قليلا بلو قام وزيرالمستعمرات البريطاني مالكوم ماكدولز بطرح مشروع الدولة الفلسطينية البريطاني و لكن بشرط ألا يتحقق إلا بعد عشر سنوات مع السماح بإستمرار الهجرة اليهودية لفلسطين و قامت الحرب العالمية الثانية و أمام الضغط النازي لليهود قامت إنجلترا بنقل المهاجرين الجدد لدول أخري غير فلسطين فقام اليهود بتفجير أي مركب تحمل يهود لغيرفلسطين و مع إنتهاء الحرب العالمية الثانية كان اليهود حصلوا علي الدعم الكامل من أمريكا  وأمام ضغط أمريكا علي إنجلترا في أثناء الحرب سحبت إنجلترا كل وعودها للعرب  و سمحت بتهجير مكثف لليهود

وبعدها بعامين صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين فيي عام 1947!!!!!!!! و قامت حركة الإخوان المسلمين بقيادة الشيخ الشهيد حسن البنا من مصر لنصرة فلسطين و كتبت تاريخا بطوليا غير عادي للحركات الإسلامية في تلك الفترة رغم تصدي الملك فاروق لهم

2. ضعف العرب و تصديقهم لبريطانيا لخضوعهم تحت إحتلالها و خوفهم منها علي أنها كانت أقوي بلد في العالم  بل أحد الجيوش العربية كان رئيس أركانها ضابطا بريطانيا و أثناء حرب 1948 كانت يرأس أحد الجيوش العربية 50 ضابطا من بينهم 45 بريطانيا!!!!! فكان منطقيا أن تجد السلاح مهترئ و صدء و ينفجر في وجه الجنود العرب

3.العرب نزعوا السلاح من جميع الفلسطينين ي عام  1948 بحجة حصر المعركة في القوات العربية الرسمية التي ستدخل الحرب مع اليهود فور اتهاء الانتداب البريطاني و ألغوا منظمة الجهاد المقدس و ألغوا جيش الإنقاذ و الهيئة العربية العليا التي تمثل الفلسطنين في فلسطين

4.و بعد هدنتين أثناء حرب1948 تسلح اليهود بأسلحة متطورة و ضخمة في حين أن العرب كانوا ينتظرون المفاوضات و أثناء هذه الحرب الشرسة سقطت بئر سبع في 22 أكتوبر و المجدل و عسقلان في 5 نوفمبر و دمر اليهود 478 قرية من أصل 585 في فلسطين و ارتكبوا 34 مجزرة و سيطروا علي 78% من الأرض في حين قرار الأمم المتحدة أقر 54%. غير الحرب النفسية التي مورست أثناء الحرب و أخلت عدد من القري دون حرب حقيقية. وكان أكثر أساليب الحرب النفسية شيوعاً هو أسلوب استخدام مكبرات الصوت والإذاعات باللغة العربية لخلق جو من الذعر بين سكان قُضي على قياداتهم أثناء الثورات المتكررة السابقة، غير المرور بجثث الشهداء الفلسطنيين بعد بعض المذابح معلقة علي السيارات  بكل القري الممكنة لجعل الأحياء يروا المصير الذي سيؤولوا إليه ان لم يهربوا سريعا

5.قانون املاك الغائبين المتروكة (١٩٥٠) الذي يتيح للحكومة الاسرائيلية ان تستولي علي الارض التي هجرها ساكنوها (اللاجئون ثم النازحون الذين تم إرهابهم و إجلائهم عن اراضيهم)، و قانون استنباط الاراضي ١٩٥٢ و قانون التصرف ١٩٥٣.و قد عبرت القوانين المذكورة عن نزوع المشروع الصهيوني الي إضفاء الشرعية علي الاحتلال الذي تم بفعل القوة، كما ذكرنا سابقا في الجزء الأول ، و أيضا ذكرنا جزءا من عمليات “التنظيف” من إبادة و مذابح في تلك المقالة السابقة، غير استخدام الجرافات التي تهدم البيوت علي من فيها و هم أحياء ليبني مكانها مستوطنات فوقها

فكانت التنيجة كما ذكر في موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية أن الذين طردوا و شردوا عام 1948 كانوا حوالي 805,000 شخص، فان عددهم بعد مرور حوالي 50 عاما للنكبة تجاوز 4 ملايين و 600 ألف شخص، كل من يمتلك منهم شيئا في فلسطين لا يزال يحتفظ بأوراقه الثبوتية حتي هذه اللحظة و منهم من يحتفظ بمفاتيح داره و خزائن ثيابه و يعتبرها مقدسات محرزة في مكان أمين بحسبانها حبلا سريا يصلهم بالوطن المنهوب

في حين هناك الكثيرمن المستوطنات قد أنشئت و لم تجد من يسكنها من اليهود!! و لأن ذلك يفرغ الصهيونية من معناها فقام الصهاينة بعمليات إرهابية ضد اليهود أنفسهم في البقاع المختلفة من العالم ليجبروهم علي الهجرة إلي إسرائيل

لماذا يساعد الغرب إسرائيل؟

أجابها وايزمان في جوابا أرسله لتشرشل قائلا: “إن السياسة الصهيونية في فلسطين ليست علي الإطلاق تبديدا للموارد إنما هي التأمين الضروري الذي نعطيه لك بسعر أرخص من أن يحلم به أي فرد آخر”.

فوظيفة الدولة الصهيونية تقوم بضرب العرب التي تحاول رفع سعر المواد الخام أو حتي التحكم بيعها و أسعارها أو التي تختط طريقا تنمويا أو تتبني سياسة داخلية أو خارجية تهدد المصالح الغربية بالخطر. و قدوصفتها حنة أرنت الباحثة اليهودية حيث أكدت أن الصهيونية حركة قومية باعت نفسها منذ البداية للقيام بالوظيفة القتالية الإستيطانية، فشعار الدولة اليهودية كان يعني في واقع الأمر أن اليهود يبيعون التستر وراء القومية وأنهم سيقدمون أنفسهم باعتبار أنهم “مجال نقوذ” إستراتيجي لأية قوة كبري تدفع الثمن.

————————————————————————————————–

و بعد إذنكم سأتوقف في إجابة هذا السؤال عند هذا الحد من الزمان ففي حكايات قادمة و إجابات لأسئلة و تعليقات أخري ان شاء الله سنسرد بقية ما كان ان شاء الله لأن ما أشبه اليوم بالبارحة!!

و لكني في النهاية أود أن أعتذر لكل فلسطيني سمع من مصري تلك الكلمات  فمبارك لم يحاصر غزة فقط لا كان محاصر مصر جميعها، و ان كنتم عانيتم الإستشهاد و فقد الغاليين فنحن مع الأسف و العار نفقد أبنائنا أيضا و لكن دون إستشهاد و مواجهة حقيقية يموتون من الأمراض و السرطنات و الجوع و الفقر و قبل كل شئ يموتون بالجهل

و لكن هذا لا يعذر تقصيرنا كأشخاص و أنا أولهم في البحث عن الحقيقة

فأرجو من أي مصري يقرأ كلماتي هذه أن تغلقوا التلفزيونات و ابحثوا عن الحقيقة في الكتب و التاريخ و لا تصدقوا التلفزيون المحلي مهما قال و أقسم!!

و أرجو أن من يجد إضافة ضرورية أن يرسل لي جزاكم الله خيرا

نسأل الله الإخلاص في القول و العمل

و للحديث بقية إن شاء الله لو كان في العمر بقية!!

المراجع

موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية و هي علي هذه الروابط:

http://www.elmessiri.com/encyclopedia/JEWISH/ENCYCLOPID/MG7/GZ2/BA1/MD5.HTM

http://edu.arabsgate.com/showthread.php?t=213066&page=27

كتاب فلسطين للدكنور طارق سويدان و هو علي هذا الرابط:

http://www.scribd.com/doc/27693038/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86

http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia2/Harb48/sec14.doc_cvt.htm

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.