المرآة المشروخة

أشعر كأني كالمرآة المشروخة و لكنها ما زالت قائمة فهي لم تتهشم و لم تعد عديمة الفائدة و لكنها ستكون من أقل لمسة, ستتفتت و ينتهي أمرها. لقد تهشم قلب المرآة , ما زالت تعمل و يستطيع الشخص رؤية نفسه بداخلها, صحيح إنها لم تعد تعطي الصورة كاملة و كما يجب و لكنها أيضا لازالت لا تستحف التخلي عنها و رميها, فيجب عليها أن تظل ثابتة واقفة تدمي بداخلها و لكن أن تحاول أن تلم هذا الشرخ و لا تدعه يصبح أكبر من ذلك, هذا إن كانت تريد الحياة.
ولكن الخوف كل الخوف من أن تنهار و تفقد السيطرة علي شرخها و نفسها ستتحطم لا محالة, إن صاحبها قد قبل أن لا يري نفسه كاملا بها أو كاملا جزئيا و أن يتجاهل هذا الشرخ البسيط و لكنه سيرفض تماما أن يري نفسه مبعثرا بداخلها, كل جزءا منه معلق علي جزء منكسر منها, عندئذ سينسي كم كانت هذه المرآة غالية عليه و كيف ظل يرتاد المحل يوميا ليتأملها و يتأمل دقة صنعها و بريقها و لمعانها الذي لا يختفي و سينسي كم قضي من الوقت في البيت يدبر لها مكانا يليق بها و كم تعب بترتيب و تغيير قطع الأثاث ليوجد لها أحسن مكان يظهرها أو بمعني أدق يظهره حين ينظر بداخلها, نعم هذا ما لم تدركه المرآة قبلا, ظنت أن كل هؤلاء الناس الذين ارتادوا المحل و جاؤوه خصيصا لها و تباروا في مغالاة ثمنها و قيمتها, ظنت أنهم يفعلون ذلك من أجلها هي و أجل دقة و رفعة صنعتها و مهارة حرفتها و لم تدرك وقتها أنهم يفعلون ذلك لا لها بل لأنفسهم, فهم حين ينظرون لأنفسهم من خلالها يجدون أنفسهم أحلي و أجمل و إن كانوا ليسوا كذلك في الحقيقة. و لهذا سيتخلون عنها عند أول شرخ يحدث بها و يشوه شكلهم بداخلها و ستكون حينئذ عديمة الفائدة.
أعتقد أني من الأن ستتغير نظرتي للمرآة و سأنظر لها نفسها و أقدر جمالها لا لصورتي من خلالها.
و حقا إني لأتعجب لمل ظللت طوال حياتي أكره النظر في المرآة.
و أتعجب أيضا من الفرق بين المرآة و المرأة فالفرق في الكتابة و النطق بسيط حقا أما في الواقع………

2 أبريل 2009
بقلم انجي فوده

 

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.