المودة و الرحمة
لإستمرار الزواج، فتي الناس الذين كانوا حولي و أنا صغيرة كثيراً..
الرومانسي قال الحب هو الشرط
المادي قال المال هو الشرط
المثقف قال الإحترام هو الشرط
النساء قلن الإنجاب هو الشرط
و غيره و غيره
و ظللت أنا أنظر لأحوال الناس من حولي و أتعجب، فكلامهم مضاد لواقعهم:
-هذا لا يحب تلك و مع ذلك لم يتركها و عند مواجهته دافع قائلاً: العشرة في كثير من الأحيان تصبح حب خفي!!
-المادي تزوج واحدة فقيرة؟؟!!! و عند مواجهته دافع قائلاً: جمالها أغناها في عيني
فظلت رأسي تتحرك كالبندول أمام الإجابة و تميل أقصي اليمين إلي أن تؤلمني رقبتي، فأحركها في الإتجاه العكسي، و أنا محدقة بعيني و بداخلي أقول مثل محمد صبحي: إنت حمار يا حمار؟؟؟
كلاهما زائل، إذن عن قريب سأبارك بالطلاق، مستحيل الإستمرار و عجباً استمروا إلي يومنا هذا ؟؟؟!!!
-المثقفين المحترمين، عند الغضب قل للأدب باي باي، إهانة و سباب و ضرب و مع ذلك لم يتركوا بعض؟؟؟!!!
-الإنجاب يدفع لهجر البيت دون طلاق، يعني كالمعلقة لا متزوحة و لا حرة !!! يا حسرتي!!
و كالعادة حين لم أفهم من البشر، ذهبت للقرآن
كان يتوجب أن أبحث هناك من البداية و لا أضيع وقتي و عقلي في عدم منطقية البشر!!
سر الإستمرار من عدمه يكمن في: “المودة و الرحمة”
إذن من يريدوا بيتهم أن يستقيم عليهم بالمودة و الرحمة فيما بينهم، و علي الإثنين و إلا باظت المعادلة و اطربق البيت علي الأناني و الضغيف…
وَ مِنْ ءَايَتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَجاً لِّتَسكُنُوا إِلَيْهَا وَ جَعَلَ بَيْنَكم مَّوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فى ذَلِك لاَيَت لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ(21)
سورة الروم آية ٢١
قرأت تفاسير كثيرة لهذه الآية تحديدا لمعرفة ما المقصود بالمودة و الرحمة
أوضح تفسير و أكثرهم تفصيلاً كان تفسير الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه، حيث قال أن معناه أن المودة هي تودد الزوج و الزوجة لبعضهما وقت قوتهما و عزتهما، مثل: غناهما أو أو شبابهما، أو صحتهما، ….الخ
أما عن الرحمة فهي رحمة كل منهما للآخر وقت ضعف أحدهما
و تفصيلا لأهمية الموضوع سأنقل لكم نصا ما قاله الشيخ الشعراوي لتفسير هذه الآية:
وقوله تعالى: { لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا… } [الروم: 21] هذه هي العلة الأصيلة في الزواج، أي: يسكن الزوجان أحدهما للآخر، والسكن لا يكون إلا عن حركة، كذلك فالرجل طوال يومه في حركة العمل والسعي على المعاش يكدح ويتعب، فيريد آخر النهار أن يسكن إلى مَنْ يريحه ويواسيه، فلا يجد غير زوجته عندها السَّكَن والحنان والعطف والرقة، وفي هذا السكَن يرتاح ويستعيد نشاطه للعمل في غد.
لكن تصور إنْ عاد الرجل مُتْعباً فلم يجد هذا السكن، بل وجد زوجته ومحلّ سكنه وراحته تزيده تعباً، وتكدِّر عليه صَفْوه. إذن: ينبغي للمرأة أنْ تعلم معنى السَّكَن هنا، وأن تؤدي مهمتها لتستقيم أمور الحياة.
ثم إن الأمر لا يقتصر على السَّكَن إنما { وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً… } [الروم: 21] المودة هي الحب المتبادل في (مشوار) الحياة وشراكتها، فهو يكدح ويُوفر لوازم العيش، وهي تكدح لتدبر أمور البيت وتربية الأولاد؛ لأن الله يقول
{ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ }
[الليل: 4] هذا في إطار من الحب والحنان المتبادل.
أما الرحمة فتأتي في مؤخرة هذه الصفات: سكن ومودة ورحمة، ذلك لأن البشر عامة أبناء أغيار، وكثيراً ما تتغير أحوالهم، فالقوي قد يصير إلى الضعف، والغني قد يصير إلى فقر، والمرأة الجميلة تُغيِّرها الأيام أو يهدّها المرض… إلخ.
لذلك يلفت القرآن أنظارنا إلى أن هذه المرحلة التي ربما فقدتم فيها السكن، وفقدتُم المودة، فإن الرحمة تسعكما، فليرحم الزوج زوجته إنْ قَصُرت إمكاناتها للقيام بواجبها، ولترحم الزوجة زوجها إنْ أقعده المرض أو أصابه الفقر.. إلخ.
وكثير من كبار السن من الذين يتقون الله ويراعون هذه التعاليم يعيشون حياتهم الزوجية على هذا المبدأ مبدأ الرحمة، لذلك حينما يًلمِّحون للمرأة التي أقعد المرض زوجها تقول: (أنا آكله لحم وأرميه عظم؟)
هذه هي المرأة ذات الدين التي تعيدنا إلى حديث رسول الله في اختيار الزوجة: ” تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها – وهذه كلها أغيار – ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ” فأنت وهي أبناء أغيار، لا يثبت أحد منكما على حاله، فيجب أنْ تردا إلى شيء ثابت ومنهج محايد لا هوى له، يميل به إلى أحدكما، منهج أنتما فيه سواء، ولن تجدوا ذلك إلا في دين الله.
لذلك يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم: ” إذا جاءكم مَنْ ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه، ألا تفعلوا تكُنْ فتنة في الأرض وفساد كبير “.
وإياك حين تكبر زوجتك أن تقول إنها لم تعد تملأ نظري، أو كذا وكذا، لأن الزوجة ما جعلها الله إلا سكناً لك وأنثى ووعاءً، فإذا هاجتْ غرائزك بطبيعتها تجد مصرفاً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته – أي: تعجبه وتحرّك في نفسه نوازع – فليأْتِ أهله، فإنْ البُضْع واحد “.
وكلما طبَّق الزوجان المقاييس الدينية، وتحلَّيا بآداب الدين وجد كل منهما في الآخر ما يعجبه، فإنْ ذهب الجمال الظاهري مع الزمن فسيبقى جمال الروح ووقارها، سيبقى في المرأة جمال الطبع والسلوك، وكلما تذكرتَ إخلاصها لك وتفانيها في خدمتك وحِرْصها على معاشك ورعايتها لحرمة بيتك كلّما تمسكْت بها، وازددتَ حباً لها.
وكذلك الحال بالنسبة للزوجة، فلكل مرحلة من العمر جاذبيتها وجمالها الذي يُعوِّضنا ما فات.
ولما كان من طبيعة المرأة أنْ يظهر عليها علامات الكِبَر أكثر من الرجل؛ لذلك كان على الرجل أنْ يراعي هذه المسألة، فلما سأل أحدهم الحسن: لقد تقدم رجل يخطب ابنتي وصِفَته كيت وكيت، قال: لا تنكِحها إلا رجلاً مؤمناً، إنْ أحبها أكرمها، وإنْ كرهها لم يظلمها.
ثم يقول سبحانه: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الروم: 21] يتفكرون في هذه المسائل وفي هذه المراحل التي تمرُّ بالحياة الزوجية، وكيف أن الله تعالى جعل لنا الأزواج من أنفسنا، وليستْ من جنس آخر، وكيف بنى هذه العلاقة على السَّكَن والحب والمودة، ثم في مرحلة الكِبَر على الرحمة التي يجب أنْ يتعايش بها الزوجان طيلة حياتهما معاً.
المراجع:
<a href=”http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=76&tSoraNo=30&tAyahNo=21&tDisplay=yes&Page=3&Size=1&LanguageId=1″>
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=76&tSoraNo=30&tAyahNo=21&tDisplay=yes&Page=3&Size=1&LanguageId=1</a>
و فيه جزء مهم جدا في الآية انا باهتم بيه جدا …. “و من آياته” … انا أقرءها أن الله سبحانه و تعالى جعل الزواج آيه و معجزة زي بالضبط آية الليل و النهار …