حكاياتي مع دادي- التلفزيون

علق زوجي علي حكاياتي الأخيرة عن “دادي و النجاح” ب:
عن فائدة الصلاة في تحصيل العلم و الطاعة يقول الإمام الشافعي ” شكوت الي و كيع سوء حفظي فأرشدني الي ترك المعاصي و قال أن العلم نور و نور الله لا يهدي لعاصي”اعتقد في عصرنا الحديث ممكن نقول سوء حفظنا يعود إلي كثرة المعاصي و كثرة مشاهدة التلفزيون!!!دادي رحمة الله عليه كان له سياسة هايلة في هذا الشأن، و نحن صغار في أول سنوات إبتدائي….. بمجرد بداية الدراسة ينزل التلفزيون تحت السرير مع الهدوم الصيفي و لا يظهر سوي مع الهدوم الصيفي أيضا!!!طبعا و نحن صغار ضجرنا و اعترضنا، و أيضا أصدقاء والدي و الدتي الذين كان يتوجب عليهم أن يختاروا مواعيد محددة لزيارتنا تسمح لهم بمشاهدة مسلسل فالكون كريست و نوتس لانديج و غيره من المسلسلات التي كانت تغزو مصر أجمع

في تلك السنوات

كانوا يسمون منزلنا: “بيت العلم” سخرية من أنه لا يوجد تلفزيون، و لكنهم نسوا ان هناك وسائل أخري كثيرة للترفيه غير التلفزيون!!

للعلم التلفزيون آنذاك لم يكن سوي 3 قنوات تعبانة و يعمل تقريبا من الساعة التاسعة صباحا إلي الساعة العاشرة أو الحادية عشر و إيقاع العرض كان بطيئا للغاية و سرعة تغيير الصور علي الشاشة كانت بطيئةالآن سمعت من أصدقاء كثيرين حكايات عن أطفال يعرفونهم تحولوا لمدارس خاصة بالمعاقين عقليا بسبب إهمال الأم و ترك أطفالها أمام التلفزيون طوال اليوم منذ الولادة أمام أي برامج أو أفلام دون أي رقابة أو متابعة فتكون النتيجة البعد عن برامج
الأطفال و متابعة أفلام و برامج الكبارو يسبب ذلك إرهاق العقل بالصور السريعة المتلاحقة مع الإيقاع السريع للموسيقي حيث لا يستطيع عقل الطفل الصغير إستيعابه بسهولة فيولد ردة فعل و تأخر في التعليم و بطء في الفهم و ضياع في التركيز
قابلت أمي عدة مرات أمهات أمام المدرسة يسألونها عن نوعية الطعام الذي تطبخه و ينتج عنه زيادة إستيعابنا و أنه عند إجابتها تصاب الأمهات بخيبة أمل خيث يجدوا أنه طعام عادي مما يطبخن، في حين كن يعشمن أنفسهن بسماع طبخات سحرية؟؟!!كنا نضحك من هذه الحكايات، و لكن الآن من خلال تجربتي الشخصية مع إبنتي فأنا أجزم أن السبب الوحيد هو التلفزيون
هذه الخطوة التي قام بها أبي و نحن صغار أثرت في شخصيا حتي الآن، فأنا مثلا لا أحتمل التلفزيون الشغال عمال علي بطال، أفتحه فقط لمتابعة شئ محدد ثم يتم غلقه علي الفور، لا أستطيع العمل و المذاكرة و هو يعمل بجانبي، فذلك يثير أعصابي و
ينرفزنيفي حين أني أعمل بسهولة بجانب الموسيقي أو الأغنيات لا مشكلة.صراحة التلفزيون لا يمتعنيـ بل أفضل القراءة كثيرا عليه، فأنا فعلا أحب القراءة، و حين أكون سعيدة ألجأ للكتاب و حين أكون أسعر بالملل ألجأ للكتب و حين أكون حزينة ألجأ أيضا للكتب
لا أنكر أحيانا كنت في البداية أتضايق حين أجد كل أصحابي بالمدرسة تتكلم عن مسلسل أو فيلم و أنا لم أره، ثم استعضت عن ذلك بسؤال أصحابي لتحكوا لي، فأصبح ذلك وقت ممتع جدا لي و لهم بالحكي و الكلام.
أما عما درسته في هذا الموضوع مع إبنتي، ففي نهاية الأجازة و نحن نستعير بعض الكتب من المكتبة العامة، رأت إبنتي فيلم كارتون كنا شاهدناه في السينما و طلبت إستعارتهفاستعرناه و للأسف مدة الإستعارة إمتدت لأول إسبوع من المدرسة فكانت إبنتي تشرد و حين تسألها تجدها تحكي لك أجزاء عن الفيلم، اشتكت مدرستها من أنها تتحدث طوال الوقت، و حين سألتها قالت أنها كانت تحكي الفيلم لصديقاتها الجدد بالمدرسة لأنهم
لم يشاهدوا الفيلم!!!!!!!!!و انتظرت يوم رجوع “….” الفيلم بفروغ الصبر و سعدت أينما سعادة بالتخلص من هذا اللعين الذي سبب المشاكل لإبنتي
و حاليا قرأت العديد من الأبحاث في هذا الصدد و التي ملخصها أنه يتوجب تقليل عدد ساعات مشاهدة التلفزيون  إلي أقل ما يمكن أن يكون
و حاليا أفكر بجدية في التخلص من التلفزيون تماما و كليا لتحرير عقل إبنتي و ليس فقط التقنين أو التحديد أو علي الأقل مثلما كان يفعل والدي، و يذهب التلفزيون مع الصيف و يجئ مع الصيف.لم أقرر بعد، ربنا يفتح علي أولادنا…

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.