أشعر كعجوز هرم، حين يحاول التحرك يشعر كأن تلال من الرمل مربوطة بقدميه
كل ما يتمناه: شخص يفتح له الستائر ليري الشمس و يحضر له نظارة القراءة التي نسيها في الحمام في الصباح
يتسمع و لكن لا أحد هناك سوي الساعة بدقاتها الرتيبة
ينظر لها في عتاب و يقول لها دون صوت-فالحديث مع الأشياء لا يحتاج لغة و لا يحتاج صوت، تسمعها و تسمعك دون ضجيج-: ” كل شئ توقف إلا أنتي، ألا تكفي عن صداعي؟!”
فترد هي الأخري دون صوت: “أهكذا تلومني لأني رفضت تركك كالآخرين؟! أحقاً ستسعد لو توقفت أنا عن الدق ؟! ظننت أني أسليك بحركة عقاربي الوقورة، دائما ما تعرف ما سيحدث كل ثانية، لا أفاجئك أبداً”
فيقول لنفسه:”عندها حق!”
“ثم ماذا تريد أنت من نظارة القراءة؟
-ماذا ماذا تقول؟ تقول تريد قراءة الأخبار؟
-ما يجديك من قراءة الأخبار، ماذا يفيدك أنت؟ هي ليست أخبارك و لا أخبار أيامك، هي أيام أناس آخرين
– الشمس ؟! لعل الله خفف عنك من حرقة هذه الشمس
حتي الشمس هذا الزمان لم تعد رحيمة!!
كأن الرحمة تُسحب من المخلوقات كلها علي حد سواء
أين هذه الشمس من شمس زمان
و يتنهد تنهيدة طويلة تتبعها إبتسامة
دائماً كل شئ زمان أحلي؟!
اه علي زمان
و يغرق في الذكريات و تعلو وجهه ابتسامة طفل رضيع
من يراه يظنه نائما و لكنه في الحقيقة يكون غارقاً في الخيال
خيال الزمان الماضي
تماما كالأطفال دائما غارقون في الخيال
الفارق الوحيد انهم غارقون في خيال المستقبل
و الواقع ان الأطفال و العجائز “عاجزون” لذلك يغرقون في “الخيال” سواء الذي سيأتي أو الذي مضي، لا فرق، كلاهما له لذته و كلاهما يتجنب المشاكل و كلاهما خيال
خيال لحياة كاملة رائعة لا حرمان فيها
لا حرمان فيه من “الحرية”
أجمل ما بالوجود : الحرية
حرية القرار حرية التحرك حرية التصرف
لكن…
لا أحد حر
الكل مكبل بالأغلال
الكل أسير