نظرت لنفسها في المرآة…فبكت


نظرت لنفسها في المرآة…فبكت 
قالت لها صورتها المعكوسة في المرآة:” لا تبك فلا أحد يعبأ بدموعك علي هذه الكرة الأرضية و لا حتي أنا .. نفسك .. لا أحد يهتم ان كنتي تتألمي أو سعيدة لا أحد يعبأ بما تكونين أو تفعلين أو تشعرين !! ” 
“لم يعد عندك ما تعطيه … لم يعد عندك القدرة علي إضحاك الناس أيتها المهرجة …أنتي غير مفهومة.. لا أحد يستطيع أن يري كل تلك الدموع و هذا القلب المعصور خلف هذا القناع المبهر الساحر.. لا تتوقعي الكثير حتي لو خلعتي القناع
” أنتي تعلمي أنك غير مرغوب في وجودك منذ ولدتِ، أمك نفسها لا تطيقك ”
” ليس عليكي سوي فعل أكثر شئ تكرهينه في الحياة… الإنتظار ..ليس عليكي سوي الإنتظار و مع نهاية الحياة ينتهي الإنتظار ”
” ربما ما بعد الحياة ليس أفضل حالاً و لكن دعي لنفسك الأمل فامتحاناتك و محنك دائما كانت عصيبة و كنتي تختاري ما يجب فعله حتي لو كان عكس ما تريدي، لا يصح إلا الصحيح فدعي الصحيح معك في القبر، أملي نفسك أن يكون هذا هو فعلاً الصحيح، تذكري دائماً عشتي وحيدة و ستموتي وحيدة فليس أمامك حلم غيره .. الحلم بالموت … هذا هو أقصي أمانيكي في هذه الحياة ”
و سكتت الصورة و صرخت النفس
فعادت الصورة للكلام ” أتصرخي، فلتبكي و لتصرخي كيفما شئت فلا أحد يراكي أو يسمعك أو يشعر بوجودك، أنتي حبيسة مجهولة مثلي تماماً فلتفرحي أنك أكثر حظاً مني و لست حبيسة لوح زجاج و عندك بعض الفسحة للحركة و أني بحياتك أسمعك و أراكي و ان كنت لا أعبأ بكِ كثيراً ”
و فجأة سكتت الصورة و لم يسمع سوي صوت زجاج يتكسر مختلط بأنين دموع مخنوقة و صوت متحشرج يحاول الصدور و لا يفلح و يظل القلب يدمي بدون أي صوت 

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.