حكايتنا مع أولاد العم في بلاد العم سام-أسئلة و تعليقات 1

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

،بعد مشاركة بعض المتابعين لسلسلة حكاياتنا مع أولاد العم في بلاد العم سام ببعض الأسئلة و التعليقات الهامة وأيضاً تكرار بعض التعليقات، فهداني الله لعمل هذا الباب لأجمع فيه هذه الأسئلة و التعليقات لمناقشاتها معاً وكذلك إحتراماً للمشاركين وجدت أن أقوم بهذا الباب قبل إستكمال الحكايات و لا أنتظر حتي نهاية السلسلة بعد أن شرفني مشاركين أكثر بأفكارهم، آرائهم و أسئلتهم، و لكن الجدير بالذكر أني بعدما كنت تاركة أي تعليقات تظهر فوراً علي الموقع إلا أني وجدت العديد من يستخدمون التعليق لتسويق بعض المنتجات ويبدو أن من ينشر هذه الإعلانات لا يتحدثون العربية من الأساس فألغيت هذه التعليقات، و أيضاً حذفت أي تعليق يحتوي علي سب أو لعن أو تهديد حتي لا أجرح أعين الأصدقاء و القراء

—————————————————————————————————————————————————

ما الفرق بين اليهودي و الإسرائيلي و الصهيوني؟ و أيهما يجب أن أكره أكثر؟و ماذا عن المصريين الذين يعيشون في إسرائيل كيف لا أكره من اختار أن يعيش هناك في أرضنا المغتصبة؟

لقد ذكر الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية باباً عن إشكالية تعريف اليهود
فهناك عدة مصطلحات تصفهم و هي اليهودي و العبري و اليسرائيل و الصهيوني و الإسرائيلي

فنظراً للاختلاط و التضليل الذي تحمله المصطلحات السابقة فتم استخدام كلمة عبراني خلال الموسوعة للإشارة الي اليهود القدامي من حيث هم تجمع بشري له خصائص مميزة

و لفظ عبري علي الناحيتين اللغوية و الأدبية
و استخدم كلمة يسرائيلي للتعبير عن العبرانين القدامي من حيث هم تجمع ديني تمييزاً لهم عن الصهاينة المستوطنين في فلسطين الذين لا يجتمعون علي اساس ديني و لا تربطهم بالعبرانية القدامي صلة قومية او دينونة

و كلمة الإسرائليين للإشارة الي مواطني الدولة الصهيونية

علي ان تظل كلمة يهودي مصطلحاً يشير إلي معتنقي الديانة اليهودية بصرف النظر عن انتمائهم العرقي أو الإثني او الحضاري أو وجودهم في فلسطين أو خارجها و يشير إلي كل من يطلق علي نفسه هذه الصفة.

و للتفصيل أكثر

يهودي

تتكون كلمة “يهودي” من قسمين: “يهوه” و تعني الرب و “دي” و تعني في الأصل السامي الاعتراف و الإقرار و الجزاء

ومنها أيضاً كلمة “دية” عند العرب. و هكذا تعني الكلمة “شكر الإله” أو الإعتراف بنعمته.

و قد اشتقت ليئة زوجة سيدنا يعقوب هذا الاسم  لابنها الرابع من هذا المعني حسب سفر التكوين، فأسمته “ايهودا” و إليه ينتسب اليهود باعتبراهم قبيلة من قبائل العبرانين الاثني عشرة

و لكن المسألة ليست بهذه البساطة، حيث استخدمت الكلمة لدلالة علي مسميات مختلفة عبر التاريخ

فكانت تعني في الحضارتين الهلينية و الرومانية: أبناء القوم اليهودي

و لكن في أوروبا خلال العصور الوسطي كانت كلمة يهودي مرادفة لتاجر ثم مرادفة لمرابي و لهذا كلمة يهودي في الحضارة الغربية تحمل مضامين سلبية مثل: بخيل، غير شريف، علد المال

و لهذا أسقط بعض اليهود  كلمة “يهودي” و إستخدموا كلمة “عبراني” أو “إسرائيلي” أو “موسوي” (علي غرار مسيحي) للتخلص من المضامين السلبية لكلمة يهودي

و لكن بعد الحرب العالمية الثانية بدأ الترويج لأسطورة اليهودي التائه فرجعت كلمة “يهودي” و توقف الحديث عن المضامين السلبية

و بعد ترك العديد من اليهود لعقيدتهم  ظهرت مصطلحات مثل: اليهودي الغير اليهودي، أو اليهود ي الإثتي أو العلماني أو اليهود الجدد

فلم يعد مصطلح “يهودي” يشير إلي الإيمان باليهودية كعقيدة كما كان الحال قديماً

و من هنا بدأت مشكلة تعريف اليهودي حتي بين اليهود أنفسهم.

و يعد الخلاف علي تحديد “من هو اليهودي” من أهم الأمور التي تقوض شرعية الوجود الإسرائيلي، حيث تعتبر إسرائيل نفسها دولة اليهود و تعتبر الصهيونية مشروع إنقاذ اليهود و تجميعهم في فلسطين كتعبير عن تطلعاتهم القومية دون أن يكون هناك اتفاق بين اليهود أو الصهاينة علي من هو ذلك اليهودي

أما عن أنفسنا فأنا لن أتحدث علي خلق التصنيفات الجديدة الني بدأت تظهر حديثاً، قبل الثورة حاولوا تصنيفنا عملاً علي فرقتنا من مصريين إلي مسلمين و مسحيين و حين قامت الثورة و فشل هذا المخطط أوجدوا ما هو ألعن و هو تصنيفنا إلي سلفيين و إخوان و ليبرالين و علمانيين و خلافه

و الله الذي لا أعبد غيره أنا شخصياً حاولت أن أجدلنفسي تحت أي من هذه المصنفات فلم أنجح فكل ما أعرفه أني مصرية مسلمة علي مذهب السنة و الجماعة كالإخوان المسلمين و بالتأكيد أحاول أن أكون علي منهج السلف الصالح كالسلفيين و لكني أؤمن أيضاً بالليبرالية الإسلامية و الحرية الشخصية و الحرية عن التعبير كالليبرالين

صهيوني

هي كل من يؤمن بالإديولوجية الصهيونية سواء من خلال القيام بالاستيطان في فلسطين، او من خلال دعم الاستيطان فيها بأي شكل من الأشكال. و هو يتميز عن اليهودي بكونه ليس يهودياً بالضرورة فهناك الصهيوني المسيحي، و الصهيوني اللا ديني مثلاً كما في المقابل ليس كل يهودي صهيونيا بالضرورة

إسرائيلي
هو تعبير قانوني يشير الي مواطن دولة اسرائيل و هو يختلف عن اليسرائيلي القديم الذي يشير الي العبرانين كجماعة دينية. كما ان الإسرائيلي يختلف عن الصهيوني، فليس كل الإسرائيلين صهاينة و ليس كل الصهاينة إسرائيلين و الإسرائيلي يختلف أيضاً عن اليهودي فليس كل الإسرائيليين يهوداً و ليس كل اليهود إسرائليين.

عبري

هي من أقدم التسميات التي أطلقت علي أعضاء الجماعات اليهودية و تختلف المصادر في تحديد أصلها

فيري البعض أنها مشتقة من كلمة “عبيرو” التي ترد في المدونات المصرية القديمة، أو “خابيرو” التي ترد في المدونات الأكادية و يري آخرون أمها مشتقة من العبور و بالتحديد عبور نهر الفرات للإشارة إلي عبرو يعقوب الفرات هارباً من أصهاره و يري آخرون أنها ترجع إلي “عابر” حفيد سام الذي تنسب إليه مجموعة كبيرة من الأنساب

و كانت تعني كلمة عبري: الذي لا حقوق له و يؤكد البعض هذا المعني بالإشارة إلي أن العبرانين كانوا في مصر غبراء بلا حقوق لفترة طويلة و ارتبطت بهم هذه التسمية

يسرائيل

هي كلمة عبرية قديمة غامضة المعني ننكون من قسمين:”يسرا” و معناها الذي يحارب أو يصارع، و “إيل”و معناها الإله فحرفياً تعني الذي يصارع الإله أو جمدي الإله إيل و هي في كل التفسيرات تحمل معنيت نحددين الصراع و القداسة.

و تروي الأساطير الأكادية أن الكلمة أصبحت اسماً ليعقوب عليه السلام بعد أن صارع الإله و أجبره علي الي أن يباركه و هيي أسطورة تشبه الأساطير اليونانية القديمة التي يتصارع فيها البطل مع الإله فيكتسب سمات مقدسة تجعله فوق البشر ثم أطلقت الكلمة علي نسل يعقوب  ثم علي المملكة الشمالية ثم علي المملكة الجنوبية و هي مملكة يهودا بعد سقو مملكة يسرائيل إلي أن حلت كلمة يهودي محلها

——————————————–

أما عن جزء أيهم نكره فأنا لست مع كراهية أحد أياً يكون، لم يحثنا الإسلام علي الكراهية و علينا أن نتبع الأحكام و القواعد التي أرساها الله من خلال الإسلام في التعامل مع أهل الكتاب و تذكر دائماً أخذ الحيطة و الحذر و تذكر الآيات الكريمة التالية”

“لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون
وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ” (سورة ص من آية 82 الي 86)

نحن أصبحنا نحول كل طاقتنا لقلوبنا و مشاعرنا و نتوقف عند هذا الحد و لكننا نمر بمرحلة يجب علينا فيها إعمال العقل أكثر من أي وقت مضي و قراءة التاريخ جيداً و السيرة النبوية الشريفة و لنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة و كتب السيرة تذخر بمواقف كثيرة بين الرسول عليه الصلاة و السلام و اليهود و كيف كان يعاملهم في المواقف المختلفة، و علينا أيضاً دراسة ما يجب علينا فعله لنصبح أقوي و أفضل لنفرض أنفسنا و لا ينظر إلينا علي أننا عالة علي العالم يجب التخلص منها لأنها لا تضف الكثير بل ضررها أكثر و يجب أن نعتز بحاضرنا و ماضينا و لكن نعمل أكثر من أجل مستقبلنا

—————————————

أما عن الجزء الأخير من السؤال، حقيقة أنا لا أعرف منهم أحد و لكن الله وحده هو الوحيد الأعلم بالنوايا و القلوب ربما هؤلاء أفضل منا جميعاً و أبطال و تاريخ المخابرات يحمل العديد

من هذه القصص و الله أعلم

المراجع

موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري

 

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.