مسئولية التربية الأخلاقية
ملخص مسئولية التربية الإيمانية- من كتاب تربية الأولاد في الإسلام
https://www.facebook.com/note.php?note_id=337695899612876
يُقصد بالتربية الخُلقية الفضائل السلوكية و الوجدانية التي يجب أن يتلقنها الطفل و يكتسبها و يعتاد عليها نتذ تمييزه إلي أن يصبح مكلفاً ثم شاباً يخوض خضم الحياة.
مما لا شك فيه أن الفضائل السلوكية هي ثمرة من ثمرات الإيمان الراسخ و التربية الصحيحة.
و التربية السلوكية دون الإيمان و مراقبة النفس و الخوف من الله ستترك الفرصة مفتوحة لوساوس الشيطان وفقاً لمزاج الفرد و أهوائه:
فمثلاً لو كان مزاجه من النوع الهادئ: عاش في الحياة غافل بليد، حي كالميت، لا يترك فراغاً بعد موته!!
و ان كان يغلب علي نفسه الجانب البهيمي: جري وراء الشهوات، لا عقل يمنعه و لا ضمير يقمعه.
و ان كان من النوع العصبي: سعي وراء السلطة و التحكم في الرقاب و لم يهمه في سبيل ذلك أن يبني قصراً من جماجم البشر و يزخرفه بدماء الأبرياء!!
و ان كان يغلب عليه الجانب الشيطاني: دبر المكائد و فرق الأحبة و زين الإثم و أغري بالفاحشة.
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: “من حق الولد علي الوالد أن يحسن أدبه، و يحسن اسمه”
و روي ابن حبان عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه و سلم انه قال:” الغلام يُعَقّ عنه يوم السابع و يُسمي، و يماط عنه الأذي، فإذا بلغ ست سنين أُدّب، و إذا بلغ تسع سنين عُزل عن فراشه، فإذا بلغ ثلاث عشرة سنة ضُرب علي الصلاة و الصوم، فإذا بلغ ست عشرة سنة زوجه أبوه، ثم أخذ بيده و قال: قد أدبتك و علمتك و أنكحتك، و أعوذ لالله من فتنتك في الدنيا، و عذابك في الآخرة”
” التربية الفاضلة في نظر الإسلام تعتمد في الدرجة الأولي علي قوة الملاحظة و المراقبة”
و يجب ملاحظة في الأولاد ظواهر أربعة و ان يعيروها كل الاهتمام لأنها أقبح الأعمال و أحط الأخلاق و أرذل الصفات و هذه الظواهر مرتبة كما يلي:
١. ظاهرة الكذب
٢. ظاهرة السرقة
٣. ظاهرة السباب و الشتائم
٤. ظاهرة الميوعة و الانحلال
١. ظاهرة الكذب:
قال صلي الله عليه و سلم: ” أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، و من كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتي يدعها: إذا اؤتمن خان، و إذا حدث كذب، و إذا عاهد غدر، و إذا خاصم فجر”
و قال صلي الله عليه و سلم:” ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، و لا يزكيهم، و لا ينظر إليهم، و لهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، و مَلِك كذاب، و عائل مستكبر”
و قد حذر صلي الله عليه و سلم الأولياء و المربين من الكذب أمام الأطفال و لو بقصد الإلهاء أو الترغيب أو الممازحة حتي لا تكتب عليهم كذبة عند الله
قال صلي الله عليه و سلم: ” من قال لصبي هاك (أي أقبل و خذ شيئاً) ، ثم لم يعطه فهي كذبة”
٢. ظاهرة السرقة:
علاج السرقة هو غرس مراقبة الله و الخشية منه في نفوس الأبناء، و يجب التركيز علي الأمانة و ارجاع الحقوق لمستحقيها و ان يبصروا الأبناء بما أعد الله للمجرمين و السارقين من عذاب أليم يوم القيامة.
حكمت إحدي المحاكم الشرعية بقطع يد سارق، فلما جاء وقت التنفيذ، قال بأعلي صوته: قبل أن تقطعوا يدي، اقطعوا لسان أمي، فقد سرقت أول مرة في حياتي بيضة من جيراننا فلم تؤنبني و لم تطلب إليّ إرجاعها إلي الجيران، بل زغردت و قالت: الحمد لله، لقد أصبح ابني رجلاً، فلولا لسان أمي الذي زغرد للجريمة لما كنت في المجتمع سارقاً”
يجب المراقبة و غرس قيمة الأمانة و الخشية من الله بالحكايات و قد سرد الشيخ بعض الحكايات مثل حكاية الأم بائعة اللبن التي تغش اللبن بالماء و ابنتها و سيدنا عمر و غيرها.
٣. ظاهرة السباب و الشتائم:
يعود ذلك لأمرين:
١. القدوة السيئة
٢. الخلطة الفاسدة
علاج ذلك:
١. الآباء و الأمهات و المربين أنفسهم ان يكونوا القدوة الصالحة في تهذيب اللسان
٢. ان يجنبوا الأبناء من لعب الشارع و صحبة الأشرار و قرناء السوء
٣. ان يلقنوا الأبناء الأحاديث التي تحذر من السباب و الشتائم و التي تبين ما أعده الله لللعانين و الفاحشيمنها:
” ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذئ”
“سباب المسلم فسوق، و قتاله كفر”
“هل يكب الناس في النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم”
٤.ظاهرة الميوعة و الانحلال:
بنود علاج هذه الظاهرة:
١. التحذير من التشبه و التقليد الأعمي:
قال صلي الله عليه وسلم: ” لا يكن أحدكم إمعة يقول: أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، و إن أساءوا أسأت، و لكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، و إن أساءوا تجنبوا إساءتهم”
و
و يجب التمييز فيما نأخذ من عند الأجانب و فيما ندع:
الأول: جواز: استمداد العلم و الحضارة النافعة كعلوم الطب و الهندسة و خلافه
الثاني: التحريم: و ذلك في تقليد السلوك و الأخلاق و العادات و التقاليد و عدم السماح بفقدان الذات و ذوبان الشخصية و هزيمة الروح و نكسة الأخلاق و الفضيلة!!
٢. النهي عن الاستغراق في التنعم:
في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنه كتب إلي المسلمين المقيمين في بلاد فارس: “إياكم و التنعم و زيّ أهل الشرك”
المقصود بالتنعم هو الاستغراق الزائد في الملاذ و الطيبات، و التقلب في نعم و ترف، و إخلاد للراحة و التقاعس عن واجب الدعوة و الجهاد!!
٣. النهي عن الاستماع للموسيقي و الغناء الخليع
٤. النهي عن التخنث و التشبه بالنساء
٥. النهي عن السفور و التبرج و الاختلاط و النظر إلي المحرمات
إذن أهم القواعد التربوية و المناهج العلمية التي وضعها الإسلام لسلامة أخلاق الأبناء و تنمية شخصية متميزة و تعويدهم عليها هي: الجدية و الرجولة و مكارم الأخلاق
قال صلي الله عليه و سلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”
يسند ان رجلاً سأل رسول الله عن حسن الخلق، فتلا صلي الله عليه و سلم قوله تعالي: “خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين”
ثم قال :” هو أن تصل من قطعك، و تُعطي من حرمك، و تعفو عمن ظلمك”
قال صلي الله عليه و سلم:” أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوي الله و حسن الخلق”
فيا أيها المربون: راقبوا الله في أولادكم و أدوا ما عليكم من واجب و أمانة و ابذلوا ما استطعتم من جهد، ” و قل اعملوا فسيري الله عملكم و رسوله و المؤمنون”