كتاب دليل القراءة بصوت عال


هذا الكتاب عن القراءة بصوت عالي للأطفال و فائدتها
و كيف تؤثر ذلك علي العلاقة بين الأبوين و الأطفال
و متي يجب البدء و مراحل القراءة
و ما يجب أن تفعله أثناء القراءة و ما يجب تجنبه
و هناك باب مخصوص عن التلفزيون
وفي نهايته أسماء و عرض لكتب كثيرة جداً ينصح الكاتب بقرائتها مع الطفل

حقيقة هذا الكتاب غير عندي مفهومان أساسيا في القراءة مع ابنتي

١. منذ أن تعلمت هي القراءة و أنا أصبحت أجعلها هي التي تقرأ و دوري انحصر في تصليح نطق الكلمة ان أخطأت و سؤالها علي الصور لربطها بالكلام و جعلها تتنبأ بما سيحدث قبل القراءة و التأكد من انها تربط الأحداث و تفهم ما تقرأ. و ما جعلني أتجه لذلك هو مدرستها بالحضانة حيث كانت ترسل معها يومياً كتاب جديد لتقرأه ابنتي عليّ.
و لكن هذا الكتاب جعلني غيرت من هذه الطريقة و عدت للقراءة لها بالرغم من انها تستطيع القراءة.
و هذه نقطة قد قام الكتاب بشرحها بالتفصيل.

٢. تحدث عن تشجيع قراءة الكتب الكوميك (comic books) و هذا لتحبب الأطفال في القراءة و تعلمهم فهم التعبيرات من خلال الصور.
و شخصياً قد واجهتني مشكلة ان الكتب التي باللغة العربية التي أحضرتها معي من مصر قد قرأنها حتي مللناها، و أصبحت تنفر من القراءة باللغة العربية، بالصدفة كنت قد أحضرت معي مجلد ميكي، و قد سعدت به مثلها تماماً 🙂

و قد أعجبني الكثير من النقاط في هذا الكتاب:
١. بدأ الكتاب بعرض مشكلة طفل في الفصل في الصف الرابع الإبتدائي عنده “مشكلة الخيال الغير مكتمل”، حين حاولت المدرسة القراءة بصوت عالي لهم قصة، فاعترض الولد و غضب حين وجد الكتاب لا يحتوي علي صور، فلا يستطيع رسم شخصيات القصة من الكلمات التي تصفهم بل هو يريد صور جاهزة كالتلفزيون ليكمل الأحداث!!
و خلال الكتاب عرض الكاتب أن الحل الوحيد الذي وجدته المدرسة هو المزيد من القراءة للولد حتي ينضج خياله بما يكفي عقله لرسم الشخصيات و الأحداث دون الحاجة لصور جاهزة.

٢.أعجبتني جداً جملة: “التلفزيون عارض المرض و ليس مسببه”
و استطرد قائلاً: ” التلفزيون ليس المرض إنما هو عارض من أقوي أعراض مرض انشغال و بعد و إهمال الأباء و الأمهات و انهيار علاقتهم و تواصلهم مع أبنائهم”
لأنك لو حاولت غلق التلفزيون، سيكن حتماً عليك إيجاد كتب و سكرابل و كوتشينة و شطرنج و غيرها من الألعاب التي تصلح لعدد كبير و لكنها تحتم عليك قضاء كل هذا الوقت الذي يقضيه الأولاد أمام التلفزيون في اللعب معهم و الحديث معهم.

٣. أعجبتني أيضاً جملة: ” الأمي هو الذي لا يعرف القراءة و الجاهل هو الذي يعرف القراءة و يختار ألا يقرأ” !!!!

٤. من الأفكار الرائعة التي أذهلتني و طرحت في الكتاب هي اقتراحه لكتب كثيرة مصنفة ككتب بلا كلمات (wordless books)
حين كنت أجدها بالمكتبات لم أكن أقدم لشرائها بل كنت أتسائل لما يفعلون كتب صور فقط بلا كلمات، فهدفي هو إثراء لغة ابنتي و تنبيه عينها للحروف و الكلمات.
و لكن الكتاب أجاب انهم لجأوا لهذه الكتب لجعل الأباء و الأمهات الأميين الذين لا يعرفون القراءة، الاستمتاع بالكتب و تحبيب أطفالهم في الكتب دون إحراجهم أمام أبنائهم. و قد أذهلتني الفكرة فهي أكثر من رائعة، و فكرت في مصر حيث أن نسبة الأمية عالية جداً و حب الكتب لا يولد مع الإنسان و لا يتعلمه في المدرسة إنما هذا هو دور الآباء وحدهم و البيت فقط هو القادر علي خلق هذه العلاقة بين الطفل و الكتاب. أرجو من زيادة طبع و نشر كتب بلا كلمات في مصر بأسعار زهيدة.

٥. من النقاط الهامة التي أثارها الكتاب في بابالتلفزيون، هو ان تأثير الكتب يزيد من مدة الإنتباه و قدرة الإستماع بينماالتلفزيون يقلل ذلك بشدة. و بالطبع تحدث عن كل مساوئ التلفزيون التي نعرفها. شخصياً لم أكن أعترض علي ترك إبنتي أمام التلفزيون فكنت أراه وسيلة تعليمية ممتازة، و كل ما عليّ هو مراقبة ما تشاهد. و حقيقة هي تعلمت منه الكثير و لكن فعلاً كان يؤثر علي تركيزها و مدة انتباهها و صبرها، و كان هذا يثير أعصابي في كثير من الأحيان دون أن أدرك ان التلفزيون هو السبب.

٦. كنت أول مرة أتعرض لمفهوم : “junk books”
حيث انه تحدث انليس بالضرورة قراءة كل ما هو مفيد و لكن الضرورة هو القراءة فقط و يجب تشجيع الأطفال علي قراءة الكتب التي ليس لها محتوي حقيقي و لكنها مسلية و تحبب الأطفال في القراءة.
و ذكرني ذلك بمعركة دائمة كانت تدور بمنزلنا حين أدمن أخي الأكبر قراءة رجل المستحيل و ملف المستقبل و غيرها، و توقف عن قراءة أي كتب أو روايات أخري، و كان ذلك يغضب والدي كثيراً رحمة الله عليه، و سألته ما دمت لا تحب هذه الكتب لما تشتريها، فقال أن يقرأها خير من عدم القراءة بالمرة فلذلك هو يشتريها، لو داوم علي عادة القراءة، يوما ما سيغير اختياراته لما هو أكثر فائدة، آما لو حرمته ربما توقف عن ذلك نهائياً. حقاً ما لا يدرك كله لا يترك كله.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.